بقلم / سعيد الشربينى
لا اعتقد بأن الولايات المتحدة الامريكية فى عهد سمسارها ( ترامب ) أن تكون لديها القدرة على مواصلة بسط نفوذها ولو عن طريق القوة العنترية على العالم العربى والاسلامى – أو يتصور ثورها أنه داخل حلقة المصارعة كى يحقق الضربة القاضية خلال ولاية كما زعم بوعده للكيان الصهيونى اثناء حملة دعاية الانتخابية بأنه سوف يستولى على ثلث ثروات العرب ودول الخليج – وأن تكون القدس الشرقية عاصمة الكيان الصهيونى .
فربما ان يستطيع تحقيق الزعم الاول وينهب بعض الثروات والاموال العربية والخليجية عن طريق سياسة الترغيب والترهيب التى قد يتبعها مع بعض حكام العرب والخليج وهذا ليس بمستحيل لأنه وربما قد يحققه صغيرآ يمكن أن يعتلى عرش الولايات المتحدة حتى ولو كان لايعرف لغة السياسة ومفرداتها .
فهؤلاء الحكام قد يعانون منذ زمان بعيد من عقدة الخواجة ويحرصون دومآ على تقديم التنازلات ويتسارعون عليها لمجرد أن ينتخب رئيس للولايات المتحدة الامريكية ظنآ منهم بأن امريكا بيدها مقاليد حكم العالم فلا يعنيهم فى ذلك الوطن أو الشعوب أو الكرامة . بل هم احرص على الملك من فرعون فيسارعون على تقديم فروض الولاء والطاعة دون أن يتسببوا ولو لمجرد الصخب لأمريكا واسرائيل وهؤلاء هم الائفة العالقة دومآ فى جسد الوطن العربى والاسلامى.فلا اسف ولا أمل بهؤلاء .
أما زعمه الثانى والعنترى بأن تكون القدس الشرقية عاصمة للكيان الصهيونى فهذا امر مستبعد ومحال تحقيقه فى الوقت الراهن
ويرجع ذلك لعدة اسباب :
دعونا من رد الفعل الامريكى الداخلى لأن الأمريكان شعب كل اهتمامه هو ما يحدث داخل بلده وما يدفعه من ضرائب أو يحصل عليه من مزايا تأمين صحى مثلا أو اجتماعى وتعالوا نبحث: هل وجد ( ترامب ) رد فعل حاسما وحازما، وقويا من الدول العربية حكومات وحكاماً.؟
أم أن الرجل كان يعلم أن الشارع العربى والإسلامى «إذ هب» أو انتفض فلن تتعدى انتفاضته مجرد «شوية مظاهرات» وشوية هتافات وشوية حرق أعلام أمريكية تحتضن أعلامًا إسرائيلية، ومع ذلك تصدر بيانات عديدة بالشجب والتنديد.
وربما يتحرك ما تبقى من الحكام العرب فيعقدون مؤتمرًا طارئا لوزراء الخارجية..
أو ربما يتداعون إلى عقد قمة عربية فلن يصدر عن كل هذه الاجتماعات إلا المزيد من بيانات الشجب والتنديد وربما – إذا تحركت الدول الإسلامية – وتداعوا إلى قمة إسلامية عاجلة تنعقد خلال ساعات، لا خلال شهور.. فإن المحصلة النهائية هى مجرد بيان آخر بالشجب والتنديد.
وبالطبع، كما توقع «ترامب»، لم يصدر قرار بسحب الودائع المالية من بنوك أمريكا أو من الشركات الأمريكية، وهى استثمارات بمئات المليارات.. ولو حدث ذلك فسوف تهتز الخزانة الأمريكية، وسوف تتحرك المصانع والشركات الأمريكية لتضغط على حكوماتها، وتجبر الرئيس «ترامب» على سحب قراره..
ولكن هل يستطيع العرب أن يفعلوا ذلك.. وماذا عن المليارات التى نجح «ترامب» نفسه فى الاستيلاء عليها خلال جولته فى دول المنطقة منذ أصبح رئيساً لأمريكا.
وهل تجرأت دولة عربية واحدة وقررت إيقاف صفقاتها العسكرية – والمدنية أيضاً – مع الشركات الأمريكية للأسلحة وأيضاً التى تورد المصانع وما تحتاجه الدول العربية؟!
ولو حدث شيء من ذلك وقتها كانت تتحرك هذه الشركات لتجبر الرئيس الأمريكى على إلغاء قرار اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.؟!
أو هل قررت الدول العربية التى تستضيف القواعد العسكرية الأمريكية فوق أراضيها وبحارها أن تطلب من أمريكا سحب قواتها وإغلاق هذه القواعد.. ؟!
دعونا نتساءل :
هل يمكن للحكام العرب فى الوقت الراهن أن تتعدى حدود الشجب والادانة ؟!
الاجابة واضحة جليآ لدى اصحاب المصالح المشتركة .. وللقدس رب يحميه.
( حمى الله مصر شعبآ وجيشآ وقيادة من كل مكروه وسوء )